تقوم فكرة التاكسي وسيارات الأجرة التقليدية على أن يتقابل سائق التاكسي والعميل صدفة في الشارع، ولكن صدفة الوقت والمكان التي جعلت أمر إيجاد تاكسي على شاب أمريكي خارج لتوه من مؤتمر في عام 2008 في باريس أخرجت للعالم ثورة في عالم المواصلات. بدأت الفكرة لدى كالانيك بتغيير هذا المفهوم التقليدي لاستخدام سيارات الأجرة عن طريق وجود وسيط يربط السائق بالراكب، وفي عالم التكنولوجيا الحديثة لم يكن هناك بديلًا أسهل من وجود تطبيق على الهاتف المحمول يقوم بالمهمة.
22281111
1808055
1808055
نشأة أوبر تاكسي
كانت تلك القصة هي بداية نشأة تطبيق أوبر تاكسي في عام 2009 والذي سيتحول بعد ذلك إلى تطبيق أوبر كما نعرفه بهذا الاسم حتى اليوم، برأس مال لا يتعدى المائتين ألف دولار. استطاعت الفكرة تحقيق نجاحات كبيرة منذ بدايتها على الرغم من أن تكلفتها كانت تزيد على المرة ونصف عن سيارات الأجرة العادية. انطلق أول عمل فعلي لسيارات أوبر في عام 2010 ميلاديًا، وكانوا ثلاث سيارات فقط بالعاصمة نيويورك. ليعلن بذلك انطلاق المرحلة الأولى من تطبيق أوبر الذي سيغير مفهوم سيارات الأجرة لدى السائقين والركاب على حد سواء.
“ترافيس كالانيك” هو الرئيسي التنفيذي لشركة أوبر، وُلد كالانيك عام 1976 ميلاديًا في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، كان كالانياك محبًا لأجهزة الحاسب الآلي منذ الصغر مما جعله يتوجه إلى تعلّم البرمجة والحرص على إتقانها. في عام 2008 قام بنشر تغريده على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، يذكر من خلالها أن لديه فكرة لشركة ناشئة تقدم خدماتها في المناطق المحلية ويبحث عن من لديه أفكار له نالت تلك التغريده تفاعلات مذهلة، للدرجة التي جعلتها يُطلق عليها مسمى “تغريدة المليار دولار”، تواصل “ريان جريفس” والذي كان يعمل مهندس قواعد بيانات ومطوّر، عمل سابقاً في شركة “جينرال إليكتريك” و”فورسكوير” معه، وأصبح بالفعل أول موظف في شركة أوبر كمدير لقسم العمليات العالمية وشريك في نجاح أوبر تاكسي.
تطور شركة أوبر
بدأت “أوبر” في الانطلاق والانتشار في جميع أنحاء العالم مع حلول عام 2012 حيث وصلت خدماتها إلى نحو 58 دولة وأكثر من 300 مدينة حول العالم، وبفضلها استطاع الآلاف تحسين دخولهم الشهرية، كما أصبح التنقل أكثر سهولة للملايين ممن كانوا يعتمدون على سيارات الأجرة الاعتيادية.
كان ريان جريفس المدير التنفيذي للشركة قبل أن يتم تبديل المناصب في في ديسمبر 2010 ليُصبح كالانيك المؤسس الأول هو المدير العام للشركة مرة أخرى والصديقين ذكرا أن هذه الخطوة كانت جيدة للجميع.، ثم في فبراير 2011 حصلت أوبر على 11 مليون دولار جعلت تقييم الشركة 60 مليون دولاراً وينضم “بيل جورلي” لمقاعد الإدارة.
أنطلقت شركة أوبر في مدينة نيويورك وهي المدينة التي حققت أفضل أرباح للشركة وتشغل 82 ألف سائق يوميًا منذ عام 2011.، ثم في ديسمبر 2011 توسّعت أوبر لدول العالم وانطلقت الخدمة في باريس كما حصلت على 32 مليون دولاراً كتمويل شارك فيه مؤسس أمازون ومجموعة جولدمان ساكس.
أطلقت أوبر مشروع أوبر إكس الذي يُقدّم خدمة تاكسي رخيصة وقيمتها أقل بنسبة 35% عن سيارات التاكسي السوداء المعروفة وبدعم لعدة سيارات متوسطة السعر والداء وهي الخدمة التي حققت نجاحاً ضخماً وقدّمت تجربة مريحة ومميزة للمستخدمين في يوليو 2012.
انطلقت الشركة في الهند وأفريقيا في أغسطس 2013 وحصلت على تمويل قيمته 285 مليون دولاراً من جوجل فينتشرز لتصبح قيمة أوبر 3.8 مليار دولاراً. ثم حصلت شركة أوبر على تمويل قيمته 1.2 مليار دولاراً بتقييم 17 مليار دولار في يوليو 2014، وانطلقت في دولة الصين التي تضم 4 مدن ضمن أكثر 10 مدن ربحاً على أوبر.
تم إطلاق خدمة أوبر بوول حتى تتمكن من مشاركة أجرة التاكسي مع شخص يشاركك نفس الطريق في يوليو 2014. وفي ديسمبر 2014 تلقت أوبر تمويلاً بـ 600 مليون دولار من شركة “بايدو” الصينية لتقديم خدمات الخرائط والبحث ودعم الشركة داخل دولة الصين لمُنافسة الشركات الأخرى.
في يناير2015 أطلقت شركة أوبر خدمة أوبر للشحنات لنقل البضائع والحمولات المُختلفة للأشياء التي تخصّك وتتطور الشركة أكثر لتأكيد هدفها الرئيسي بتقديم الخدمات اللوجستية بشكل موسّع. وفي مارس 2015 تمت أول عملية استحواذ لأوبر على الشركة الناشئة “deCarta” لتقديم خدمة خرائط مُخصصة داخل أوبر وتقليل الاعتماد على خرائط جوجل.
أطلقت أوبر خدمة أوبر ايتس لتوصيل الطعام إلى مكانك في دقائق معدودة ولكنها ظهرت في بعض المُدن مثل برشلونة ولوس أنجلوس وشيكاغو ونيويورك في أبريل 2015 ثم أخذت بعد ذلك في الانتشار في المدن الأخرى.
وفي مايو 2015 بدأت أوبر بتركيز جهودها على تطوير السيارات ذاتية القيادة في مؤسسة بحثية تابعة لها حتى تتمكن من تخفيض سعر خدمات أوبر بالاعتماد على هذه السيارات في المستقبل لتدفع ثمن التوصيلة فقط بدلاً من أن تدفع ثمناً إضافياً للسائق حسب ما ذكره الرئيس التنفيذي للشركة للتغلب على ما يجعل سعر الخدمة مرتفع بعض الشيء الآن لبعض المُستخدمين.
التحديات التي واجهتها أوبر
بدأت أغلب المواجهات لانتشار فكرة أوبر على يد سائقي التاكسي في أغلب بلدان العالم التي يعمل بها أوبر، مما يدل على مدى نجاح هذا التطبيق وتحكم التكنولوجيا الحديثة في مصائر المليارات سلبًا وإيجابًا. خرج الملايين من سائقي التاكسي حول العالم في تظاهرات مناهضة لتطبيق “أوبر” الذي يسهل لأصحاب السيارات الخاصة التواصل مع الراغبين في التنقل بها والاستغناء عن خدمات التاكسي وسيارات الأجرة التقليدية.
قامت بعض الحكومات أيضًا بحظر خدمة أوبر في الكثير من المدن، ووضعت لها قواعدًا وفرضت عليها قيودًا ووجهت إليها العديد من المشكلات. ولكن على الرغم من التحديات والمواجهات التي لاقتها أوبر إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة هائلة في الثورة التكنولوجية التي غيرت مفهوم المواصلات على مستوى العالم. وتستمر شركة أوبر في التوسع والانتشار يومًا بعد يوم وتقديم المزيد من الخدمات للسائقين والركاب وتطوير تلك الخدمات التي تقدمها.